31/10/2021 - 20:44

رصد | انتشار أخبار زائفة حول أحداث السودان

ضجّ الفضاء الرقمي بالكثير من الأخبار الزائفة التي انتشرت بشكل واسع حول ما يجري في السودان، وبخاصة بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بحسب ما أكدت منصة "مسبار" لتقصّي الحقائق في بيان أصدرته اليوم الأحد.

رصد | انتشار أخبار زائفة حول أحداث السودان

(أ ب)

ضجّ الفضاء الرقمي بالكثير من الأخبار الزائفة التي انتشرت بشكل واسع حول ما يجري في السودان، وبخاصة بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بحسب ما أكدت منصة "مسبار" لتقصّي الحقائق في بيان أصدرته اليوم الأحد.

وذكرت المنصة أن "صفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تداولت تصريحًا منسوبًا للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يقول فيه إنّ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، لم يستشره في ترتيبات الانقلاب، وزعمت قوله إنّ عليه أن يتحمل المسؤولية كاملة أمام الشعب. ووجد تحقّق ’مسبار’ أنّ الادعاء زائف، فلم يُصرّح حميدتي بأنّ البرهان لم يستشره في ترتيبات الانقلاب أو أنه يحمله المسؤولية كاملة".

وانتشر عبر صفحات وحسابات عبر موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، "خبرٌ منسوبٌ لصحيفة ’ذي غارديان’ البريطانية، تذكر فيه أنّ هناك تقارير موثوقة تؤكد دعم مصر لما وصفته بـ’الانقلاب العسكري’ في السودان. تحقّق ’مسبار’ من الخبر ووجد أنّه ينطوي على إثارة، فمنذ استحواذ الجيش على السلطة في السودان بتاريخ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وحتى 30 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نشرت صحيفة ’ذي غارديان’ تقريرًا واحدًاعن العلاقات المصرية السودانية".

ووفق "مسبار"، "لم تقل الصحيفة في المقال إنّ ’هناك تقارير موثوقة بأن مصر دعمت الانقلاب العسكري في السودان’، وإنما نقلت عن مدير برنامج أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تيودور مورفي إشارته إلى أنّ ’الجيش تصرف خوفًا من إضعافه وأنّ تحركه كان مدعومًا من الخارج’. وقال مورفي ’تشير تقارير موثوقة إلى أنّ مصر والإمارات تدعمان الاتجاه العام للقوات المسلحة في السودان’".

وأوضحت المنصة أن "حسابات وصفحات على موقعيّ التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، تداولت صورةً قالت إنّها مُسربة، ويظهر فيها رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك إلى جانب رئيس المجلس العسكري السوداني، عبد الفتاح البرهان، وزعمت أنهما يتناقشان حول تشكيل الحكومة المقبلة".

وأظهر تحقّق "مسبار" أنّ "الادعاء المُتداول زائف، إذ إنّ الصورة مُفبركة عن صورة قديمة نُشرت في شهر أيار/ مايو/ 2019 الفائت، يَظهر فيها البرهان وإلى جانبه سيدة، بحسب وسائل إعلام سودانية محلية. وجرى تداول الادعاء عقب كشف رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال مؤتمر صحافي، عن وجود رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في منزله ’من أجل سلامته’".

ووجد تحقق "مسبار" أنّ الصورتين اللتين تداولتهما حسابات وصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وزعمت أنّهما لحمدوك لحظة اعتقاله من قبل قوات الجيش؛ "مضلّلتان، فهما قديمتان ونُشرتا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، في موقع غيتي للصور، ومواقع سودانية محلية".

كما انتشر عبر حسابات وصفحات على موقع تويتر، مقطع فيديو لعبد الفتاح البرهان خلال إعلانه حلّ مجلسي السيادة والوزراء، وقالت إنّ البيان الذي تلاه سُجل في مصر بدليل أنّ العلم المصري هو الظاهر في الخلفية. وزعم الناشرون أنّ جهاز الاستخبارات المصريّ نسي استبدال العلم المصري بالعلم السوداني قبل البدء بالتصوير.

وأظهر تحقّق "مسبار" أنّه "ادعاء مضلّل، إذ إنّ العلم الظاهر في الخلفية يعود إلى علم الرئاسة السودانية، الذي يحتوي رمزًا لأحد الصقور، بالإضافة إلى عبارة ’النصر لنا’".

وتداولت حسابات في موقع تويتر، حديثًا، صورةً ادعت أنها من مليونية 30 تشرين الثاني/ أكتوبر في السودان، الرافضة لسيطرة الجيش على الحكم في البلاد، ووجد تحقق "مسبار" أنّ "الصورة مضلّلة، إذ إنّ الصورة متداولة منذ 26 أكتوبر الجاري، ومنشورة على أنها من تجمع يوم 25 أكتوبر ، الرافض لسيطرة الجيش السوداني على الحكم، ومرفقة بتعليق يشير إلى أنها من تصوير شخص يدعى فائز أبو بكر".

كما انتشر عبر حسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لاعتداءات قوات الدعم السريع السودانية على المتظاهرين في الخرطوم، لكنّ تحقق "مسبار" أظهر أنّ "مقطع الفيديو مضلل فهو قديم ومنشور منذ حزيران/ يونيو 2019، على أنه لفض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اعتصام الخرطوم، آنذاك".

كما انتشرت صورٌ "تم الادعاء أنّها لقتلى ومصابين سودانيين سقطوا على يد قوات تابعة لرئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان وقوات الجنجويد، أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم، يوم الإثنين 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، ووجد تحقّق ’مسبار’ أن هذا الادعاء مُضلّل وأنّ الصورة قديمة، وسبق أن نُشرت في الثالث من يونيو عام 2019، على أنها من أحداث فض اعتصامٍ أمام مقر القيادة العامة في العاصمة السودانية الخرطوم، ما أدى حينها إلى سقوط قتلى ومصابين".

ادعاءات كاذبة طاولت أحداثا وشخصيات

وقبل القرارات التي أصدرها البرهان، خرجت العديد من المظاهرات الاحتجاجية في عدة مدن سودانية للمطالبة بالتحول الديمقراطي وتسليم السلطة للمدنيين، انتشرت حولها أيضًا العديد من الأخبار الزائفة التي تحققت منها "مسبار"، إذ تداولت حسابات على موقع تويتر بتاريخ 21 أكتوبر 2021، صورة ادعت أنّها من مظاهرات السودان الأخيرة، فيما كشف تحقق "مسبار" أنّ "الصورة مضللة فهي قديمة وليست من مظاهرات السودان الأخيرة، ونُشرت عام 2019 لمظاهرات خرجت حينها للمطالبة بتصحيح مسار الثورة السودانية".

وانتشر كذلك عبر حسابات على موقع تويتر، صورة تمّ الادعاء بأنّها من مظاهرة حديثة في مدينة توتي السودانية، وكشفت "مسبار" أنّها "مضللة وقديمة وليست من مظاهرات السودان الأخيرة. إذ نشرت صفحة ’لجان المقاومة والتغيير بتوتي’ الصورة بتاريخ 28 أيار/ مايو عام 2019، تزامنًا مع مظاهرات تُطالب بدولة مدنية، آنذاك".

وتصَاعد التوتر في السودان منذ إعلان قائد الجيش في السودان، عبد الفتاح البرهان، حلّ مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

وترافق هذا الإعلان، مع اعتقال عددٍ من المسؤولين المدنيين في الحكومة والمجلس الانتقالي، من بينهم رئيس الحكومة الانتقالية، عبد الله حمدوك.

ويُشار إلى أنّ مجلس السيادة المنحل والحكومة تسلمتا السلطة منذ آب/ أغسطس 2019، بموجب اتفاق توصلت إليه الأطراف بعد بضعة أشهر على الإطاحة بالرئيس عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019 وإنهاء حكمه الذي استمر 30 عامًا.

التعليقات